Friday 12 August 2011

الثورة السورية والطائفية


الثورة السورية والطائفية


إستغل النظام المجرم , بشكل مخطط وممنهج ومتواصل وعبر أربعة عقود , العامــل الطائفــي كدعامة أساسية في ترسيخ السلطة والتسلط . إلى جانب عوامل أخرى كالارهاب المخابراتي والفسادالمنظم والاعلام المضلل وغيرها من أساليب الأنظمـة الدكتاتورية الشمولية .وهنا يجب التوضيح بأن النظام ليس طائفيا بالمعنى العقائـدي أو المذهبي بل هو مستغل دنــيء للمشاعر والانتماءات والولاءآت الطائفية لفئــــــة معينة من مكونات الشعب السوري الرئيسية ألا وهـي الطائفة العلويـة. خلافا لمـــا هو الحال عليه في إيران مثلا حيث أن النظام هناك مذهبي طائفي بإمتياز يقــــــوم أساسا على مبدأ ولاية الفقيه والايمان بالعقيدة الشيعية . بينما يختلف الحال كليــا في سوريــــــة حيث لا تربط رجالات النظـام أي علاقة مذهبية بالعقيدة العلويـــة ولا بأي د ين أو مذهب آخر سـوى عقـيـدة القمع والبطش والنهب والفساد .

منذ أن إستولى المجرم الأب على السلطة في سورية عام 1970عمد بشكل مخطط على ترسيخ هذا الاستغلال الطائفي عبر الوسائل التالية :

1- الايحاء لأبناء الطائفة بأن مصيرهم مرتبط بمصير النظام وزواله يعني زوالهم . وقـد إستغـل النظام لأبعد الحدود الممارسات الطائفية الخاطئة لجماعـــة الأخــــوان المسلمين عند تصديهم المسلح للسلطة في أواخر سبعينات القرن الماضــي وخاصة قيامهم بإغتيالات عشوائية على أساس الهويـــة الطائفية من أجل أن يعزز الارتباط المصيري بين النظام والطائفة .

2- تكريس البنية الطائفية في اجهزة المخابرات والأمن وقطعات النخبة في القوات المسلحة كسرايا الدفاع ( الفرقة الرابعة حاليا ) والحرس الجمهوري والقـــــوات الخاصة . وبإعتبار أن هذا الأمر لايمكن تحقيقه على كامل مساحة باقي القوات المسلحة حيث أن الخدمة الالزاميـة فيها تشكل الرافد الأساسي البشـــــــري للجيش وتعكس هذه الخدمة الواقع الفعلي لنسبة مكونات الشعب الســــوري لذلك جرى التركيز علــى الضباط المتطوعين خريجي الكليات العسكرية .

3- كما تم تكريس نفس البنية في مجالات ونشاطـات أخرى خارج نطـاق القــوات

المسلحة كمجال الاعلام بشكل خاص والمؤسسات الاقتصادية أيضا وضمــن

ملاكات البعثات الدبلوماسية ومؤسسات التعليم العالي وغيرها .

4- وزيادة في ضمان الولاء , تم إغداق المناصب والامتيازات على أبناء الطائفـــة

كإدارة شركات القطاع العام والمؤسسات الحكومية والبلديات والمصارف وغيرها

من الهيئات مع غض النظر عن سوء إسنغلال المنصب في ممارسة الفساد

المالي والأخلاقي . كما كان يظهر التمييز على أساس طائفي بشكل واضح في

الايفادات والبعثات العلمية ورحلات العلاج في الخارج وفي التوظيف وغيرها .

ورغم هذه الممارسات الطائفية المتواصلة وعلى نطاق واسع لمدة أربعة عقــود

من الزمن والتي يعرفها القاصي والداني في سورية وحتى الأطفال, فقد كان مجرد الحديث عنها – وليس إنتقادها – يعرض الانسان لأخطار السجن وما هو أكثر وأشـد مرارة . وليس من شك في أن العديد من المستفيدين من هذا التمييز قد غالوا في

الممارسات الخاطئة وفي الشعور بأحقيتهم وفوقيتهم وتميزهم عن باقي فئات و

مكونات الشعب السوري . لكن غالبية أبناء الطائفة هم من الفلاحين الفقراء الذين

يعيشون قي قراهم الجبلية المحرومة من الخدمات الأساسية مثلها مثل معظــم

قرى وبلدات سورية .

وعلى أساس هذا التفريق الواجب بين ممارسات النظام الطائفية الاستغلالية وبين

غالبية أبناء الطائفة الكريمة كمكون رئيسي من مكونات الشعب السوري نادى ثوار

سورية منذ اليوم الأول – ولا يزالون- بنبذ الطائفية والاصرار على أن الشعب السوري

واحد واحد واحد . فلا يجوز أن تؤخذ الطائفة ككل بجريرة ممارسات النظام أو حتى

بممارسة بعض أبنائها . النظام زائل حتما أما الطائفة فباقية إلى الأبد كجزء هام من

جسد الشعب السوري الواحد . وإن النظام المجرم هو الخطر الأكبر الذي يتهــــدد

الطائفة العلوية ويخلق شرخا داميا واسعا بينها وبين باقي أبناء الشعب قد لا تندمل

آثاره وعواقبه لأجيال عديدة قادمة مالم يتدارك الأحرار والعقال من أبناء الطائفــــــة

هذا الأمر بأنفسهم ويحبطون مخطط النظام المجرم الذي يهدد مستقبل الطائفـــة

ومصيرها والذي لايهدف سوى لبقاءة في السلطة وإستمراره في النهب واللصوصية

وتراكم المليارات والتحصن في قصوره وقلاعه بينما يدفع بأبناء الطائفة للواجهــــة و

والمواجهة وتعريضهم لنزف الدم والموت راهنا وتعريض مستقبل الطائفة ككل لمـــا

أشد وأخطر مستقبلا .



في 12/8/2011 عقيل هاشم