Tuesday 16 August 2011

الثورة السورية في خطر

الثورة السورية في خطر

        شهدت بداية شهر رمضان المبارك تطورا مهما في سياسة النظام المجرم تجـــاه الثورة السورية . فبعد ان إعتمد منذ بداية الثـورة على ثنائية القمع الوحشي الدمــــــوي
للشعب من جهة , مع إدعاء إصلاحات سياسية هزيلة من جهة أخرى , ومع التوقــــــع
بأن الشهر الفضيل سيشهد تصاعدا وتوسعا في ثورة الشعب بحيث يصبح كل يوم منــه
يوم جمعة غضب فاعلة . إنتهج النظام المجرم سياسة القمع والقتل والاجرام كوسيلــــة
وحيدة لمجابهة ثورة الشعب الباسل . فتصاعدت العمليات العسكرية البربرية بشـــــكل
ملحوظ وأخذت آلة القمـع الوحشيـة تزرع الموت والدمـار في كل أنحـاء سوريــــــــــة
وأصبح إجتياح المدن والبـلدات والقرى عملية يوميـة من حماة إلى دير الـزور إلــــــى
القصير فبصرى الشام فاللاذقية مرورا فيما بينهم بالعديد من المناطق السكانية الأخرى.
          لقد أصبح واضحا دون لبس أن النظام المجرم قد قرر تصعيد القمع العسكــري
إلى مستويات إجرامية لم تشهد لها الانسانية مثيلا من قبل دون أن تردعه عن ذلـك أية
إدانات أو عقوبات أو حتى التلويح بإستخدام القوة من قبل المجتمع الدولي . وبالتالي فإن
الشعب السوري الأعزل يواجه اليوم عملية تصفية دموية على نطــاق واســع وأصبــح مصيرالثورة في خطر حقيقي وبالتالي مصير ومستقبل سورية بالكامل فما العمل ؟
          أولا وقبل كل شيء يجب التأكيد على أهمية وأولوية الاستمرار في الثورة مهما
عظمت التضحيات والتوسع فيها وزيادة إشتعالها على كامل المساحة الجغرافية لسورية
وبمساهمة فعالة من قبل كافة مكونات وفئات وطوائف الشعب السوري الباسل . هذا هو
العامل الرئيسي الذي سيقرر مصير سورية وثورتها . فلـولا ذلك لما كانت هناك إدانات ولاعقوبات ولا إحتمالات بتدخل فعلي لانقاذ سورية من الدمار الكامل . ولن تكون في المستقبل أي إجراءات من هذا النوع ما لم تستمر الثورة وعلى الجميـع التوحد والاتحاد خلف هذا الهدف .
          لكن هذا لا يعني إهمال عوامل أخرى قد تساهم إلى حد كبير في إنتصار الثورة
على النظام المجرم البربري الظالم :
1- لايمكن أن تستمر الثورة في توهجها مالم تتوحد مكوناتها في الداخل والخارج وتتفق
على إنتهاج خطط موحدة وأساليب معتمدة ويصبح لها قيادة موحدة , وكذلك الأمر ضمن أطياف المعارضة في الداخل والخارج وخاصة في المجال التمثيلي و الاعلامي . ولا
جدال في أن إتحاد تنسيقيات الثورة السورية قد ساهم بشكل فعال في ذلك وأصبح المعبر
الرئيسي عن الثورة ونشاطاتها . لكن تتعدد في الخارج الهيئات والجماعات والمكونـات
سواء في مجال تمثيل الثورة أو المعارضة وتتكاثر التسميات والألقاب وتعقد المؤتمرات
تحت عناوين متنوعة وهذا أمر يجب وضع حد نهائي له .
2- يستتبع وحدة الأدوات والمكونات وحدة الاتفاق على المنطلقات والأهداف ولاحقــــا على الأساليب والاجراءات. ومن الطبيعي أنه لايمكن الاتفاق على كل القضايا والمسائل
المتعلقة بالثورة ومستقبل سورية بسهولة فهذه عملية طويلة معقدة  يتم القسم الأكبر منها
بعد إنتصار الثورة وبإسلوب ديموقراطي وضمن المؤسسات المنتخبة المعبرة بكل حرية
عن الشعب . لكن يجب الان وقبل كل شيء الاتفاق على تلك القضايا العاجلــة والهامــة التي يمكن أن يتوقف عليها مصير الثورة والوطن . ويأتي في مقدمتها بشكل ملح قضية
التدخل الخارجي الدولي أو العربي أو الاقليمي الذي لايمكن للثورة بدونه أن تستمر وأن
تنتصر . كل الثورات العظيمة في تاريخ العالم الحديث قامت على سواعد وتضحيـــــات
ونضال أبنائها الثوار في الداخل ثم لعب العامل الخارجي سواء عن طريق المساعدة أو
الدعم او التدخل الفعلي دورا بارزا في إيصال الثورة إلى نهايتها السعيدة . وهنا كـــــان
للجغرافيا تأثير حاسم , فالجغرافيا هي العامل الرئيسي في كتابة التاريخ .
        ينطبق هذا بشكل واضح على الثورة الفييتناميـة والجزائريــة وإنتفاضات شعوب
أوربــا الشرقية في سبيل الحرية والديموقراطية. فلماذا هذا الاصرار شبه الجماعي على
رفض التدخل الخارجي ؟ وما العمل لايقاف المجزرة الدموية التي يرتكبها النظام كـــل
يوم بحق الشعب الأعزل ؟ وهل دماء الشهداء وقد قاربت أعدادهم على الخمسة آلاف
كما تذكر بعض المصادر رخيصة إلى هذا الحد ؟
        في هذه الأيام العصيبة والأوقات الحرجة يجب أن نهتف جميعا :
- لاصوت يعلو على صوت الثورة .
- كل الجهود والتضحيات في سبيل الثورة .
- شعب واحد , ثورة واحدة , قيادة ثورية واحدة .
- كل الخيارات مسموحة في سبيل الثورة .
- كل الوسائل مقبولة في سبيل إسقاط النظام الفاشي المجرم .
- والنصر بإذن الله للشعب السوري الباسل .

في 16/8/2011                                                   عقيل هاشم