Thursday 1 September 2011

إرفعوا أيديكم عن الثورة السورية


         تنشط حاليا أطياف المعارضة بكل تنوعاتها , والكثير من النخب السياسية والثقافية والحقوقيـة في الخارج والداخل في تنسيق جهودها وتطويرها بهدف تغيير النظام السوري المجرم , والانتقــــال بسورية إلى حكم ديموقراطي تعددي حر . وقد تمثلت هذه النشاطات والجهود في عقد الكثير مــــــن المؤتمرات , تحت تسميات مختلفة , وفي محاولة تشكيل هيئات أو مجالس أو كيانات أو تحالفــــــات لدعم الثورة أو تمثيلهـا أو حتى قيادتها .
        ولا شك بأن معظم – إن لم يكن كل – هذه النشاطات والجهــود تنطلق من حسن نيــة بالغـــــة ورغبة وطنية صادقة , لكن النتائج حتى الآن تنحو عكس النوايا والرغبات . الأمر الذي قد يصيـــب
الثورة بضرر كبير . وقد برزت حتى الآن الكثير من السلبيات التي يمكن إيراد بعضها على سبيــــل
المثال وليس الحصر :
1- الاختلافات  ( ليس في الآراء أو المعتقدات وهو أمر مقبول جدا بل الاختلافات الشخصية البحتة )     مع تبـــــادل الانتقادات وحتى الاتهامات.
2- التصارع على الظهور وإدعاء الأحقية في تمثيل الشعب السوري والثورة السورية .
3- ذهنية الاقصاء التي مارسها البعض ضد البعض الآخر , أفرادا أو منظمات .
4- التنوع والتعدد والتشرذم في الوقت الذي نحتاج فيه للتوحد والتعاون والتنسيق .
       لايكفي أن الثورة السورية في خطر داهم , وأن الشعب السوري مهــدد في وجــوده ومصيــره ومستقبله , وأن النظام المجرم يشن عليه تلك الحملة البربرية الوحشية التي لم يسبق لهـا مثيل , يأتي تشرذم المعارضة وإختلافها ليضيف خطرا آخرا يزيد في تعقيد الموقف وحراجة القضية .
       في هذا الوقت الصعب , يجب أن نعي جميعا أنه لا يمثل الثورة إلا أبنائها الأبطـال في الداخــل وعلى الأرض الذين يبذلون دمائهم رخيصة في سبيل الوطن , ويتعرضون لأبشع صنـوف التعــذيب
والتنكيل والاضطهاد . وعلى الجميع خارج الوطن , بصرف النظر عن إنتمـــاءآتهم وإتجاهاتهــــــم الفكرية والسياسية أن يصطفوا خلف هدف واحد موحد هو دعم الثورة ومساندتها وتأييدهــــا بكـــــل
الوسائل والأساليب والأدوات . وهناك العديد من المهام والمسؤوليات والأعمال التي يمكن أن تنفـــذ
تحت مظلة دعم الثورة ومساندتها , ولا داعي للانشغال باية أمور أخرى في الوقت الراهن .
        لقد إنفجرت الثورة السورية بشكل عفوي وتلقائي , بعد عقود من الكبت والقهــر والاضطهــاد
والفساد والافساد . ولم يتسن لها أن تنظم صفوفها وترتب أوضاعها وتشكل كوادرها القيــادية  بعـد . لكنها تكتسب مزيدا من الخبرة النضالية يوما بعد يوم . وعليها أن تفرز من صفوفها قيـادة موحــــدة
مركزية وهو أمر قابل للتحقيق في المستقبل القريب . ويمكن البدء بتشكيل لجان محليــة في المـــدن والبلدات والمحافظات . ويجب أن يتم هذا بإسلوب ديموقراطي , رغم صعوبة ذلك في ظل الأوضاع
الراهنة , وأن يتصف بالسرية البالغة والعمل تحت الأرض .
          ويمكن لقيادة الثورة أن تضم في المستقبل بعض الأسماء البارزة من خـارج الوطـــن أو مـن
الداخل , أو أن تكلف بعض الأشخاص أو الهيئات في الخارج بالتحدث بأسمها أوتمثيلها في المحافــل الدولية . وهــــي - أي قيادة الثورة - الجهة الوحيدة المخولة بأتخاذ القرارات المصيرية العليا كرفض أو طلب التدخل الدولي أو الانتقال من السلمية إلى السلاح وغير ذلك .

في 29/8/2011                                                                   عقيل هاشم
- ملاحظة : كتب هذا المقال قبل إعلان تشكيل المجلس الانتقالي مؤخرا .