Friday 9 September 2011

الحمــــاية الدوليــــــة


        يتسائل الكثيرون , داخل وخارج سورية , عن مغزى تسمية مظاهرات هــذا اليـــوم
بجمعة الحماية الدولية وبالذات عن الفرق بين التدخل الدولي والحماية الدولية . وقد تنوعت
وتباينت التفسيرات في هذا المجال , لكنها إتفقت جميعها على الضرورة الحيوية الملحة بأن
يقوم المجتمع الدولي , فورا ودون أي تأخير أو إبطاء , بواجبه الانساني في إيـقاف حمــــام الـدم الوحشي الذي تنفـذه عصابات النظام المجرم دون أن يردعها أي رادع مستهترة بكـــل
القوانين والقيم والشرائع الدولية والانسانية . بصرف النظر عن الطريقة التي قد يلجأ إليهــا
المجتمع الدولي لتنفيذ هذا الواجب الحيوي .
        ويبدو أن ثوار سورية الأبطال الذين لا يخافون الموت والاعتقال والتعذيب يخشــون
أن يتهمهم البعض بالخيانة فيما إذا طالبوا بالتدخـــل الدولي , فقرروا التوافق على طلـــــب الحماية الدولية . خاصة وأن هناك الكثير من هذا البعض ممن يجعجعون بآرائهم الفوقيـــة مطلقين النصائح النارية محذرين من طلب التدخـــل الدولي ومن اللجوء للسلاح دون أدنى إعتبار للأرواح التي تزهق والدماء التي تسفك كــــل يوم وكل لحظة على الساحة السورية
          أمس أدلى السيد " شقفة " المراقب العام الاخوان المسلمين بتصريح لوكالة الأنباء
الألمانية قال فيه أن تدخل الناتو مرفوض بشكل قاطع وأن التدخل العربي ممكن أن يبــــدأ
سياسيا , فإذا إستمر القتل فقد يكون مقبولا لدى الشعب السوري أن يتدخل العرب بضغــط
عسكري !!! إن هذا التصريح يثير الشفقة لضحالته , والاستنكار لخطورته وتنكره لأرواح
الشهداء . فالمطلوب الآن تدخل عربي سياسي قــد يتحول لضغـط عسـكري فيمـا إذا إستمر
القتل . ولدينا سؤالين برسم السيد المراقب العام : كم مزيد من القتل تراه مناسبا لكي يبـدأ
الضغط العربي العسكري؟ ألف ...ألفين ..ثلاثة آلاف ! ومن هي الدول العربية التي يمكن
أن تقوم بهذه المهمة ؟ العراق أم لبنان أم الأردن ؟ بإعتبارها دول مجاورة , أم لعلـــه من الأفضل أن نطلب ذلك من جيوش موريتانيا والصومال وجزر القمر !!!!
        إن الحماية الدولية هي مجرد شكل من أشكال التدخل الدولي المتدرج , وهي تتضن بشكل مبدئي إيفاد أعداد كبيرة من المراقبين الدوليين لتتوضع في مختلف محافظات ومدن وبلدات سورية . ويجب أن تضم عسكريين ومختصين في حقوق الانسان وإعلاميين وهذا
يتطلب بشكل بديهي إصدار قرار بهذا الشأن من مجلس الأمن ونعتقد أن روسيا لن تعارض
مثل هكذا قرار , خاصة بعد أن صرح رئيسها أمس بأنه يجب التحـدث بلهجـة قاسية مــــع طرفي الصراع سواء في السلطة أو في المعارضة , التي أردف قائلا بأنهــا تضــم بعــض
العناصر الارهابية في صفوفها ( كذا ) . إذن فليرسل المراقبون الدولييون إلى الأرجـــــــاء السورية وليراقبوا كـــــل الأطراف وليتأكدوا بأنفسهم من حقيقة ما يجري في سورية .
         وبجب أن تتمتع لجان المراقبة بحرية العمل والحركة والاتصال وأن ترافقها طواقم
حماية عسكرية دولية. كما يجب أن يتضمن قرار مجلس الأمن السماح لكافة وسائل الاعلام
العربية والأجنبية بالدخول إلى سورية مع ضمان سلامتها وحرية عملها . وكذلك أن ترفع
السلطة السورية أي حظر على حركة وعمل أفراد البعثات الدبلوماسية العاملة في سورية .
        كما يجب أن يسمح فورا بدخول بعثات المساعدة الانسانية والغذائية والطبية ولجان
حقوق الانسان والصليب والهلال الأحمر العربية والدولية . وأن تنسق كافة هذه الجهود من
قبل لجنة عليا  يعينها الأمين العام للأمم المتحدة تضم شخصيات عالمية وعربية مرموقة ,
تقدم تقاريرها بشكل دوري إليه .
       هذه هي الحماية الدولية التي يطالب بها الشعب السوري الثائر بكل أطيافه ومكوناته
وهي مجرد البداية في ضرورة التحرك الدولي وأضعف الايمان في تدخله لوقف نزيـــــف
الدم السوري الطاهر .
الشعب يريد الحماية الدولية الآن الآن وليس غدا


 جمعة الحماية الدولية في 9/9/2011                 العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم