Friday 21 October 2011

الوطن العربي وربيع الثورات -- كشف حساب موجز

خارطة تظهر توزع اللهجات العربية في العالم العربي.Image via Wikipedia
     يتألف الوطن العربي من( 22 ) دولـة ، تتوزع على قارتين ، منها( 9 ) في أفريقيا  و(13) في  آسيا . لم تكن واحـدة منها تتمتع بنظـام حكـم ديمقراطي حقيقي . بل كـانت ترزح ، حتى إنـدلاع ثورات الربيع العربي مطلع هذا العام ، تحت أنظمة حكم متنوعة على الشكل التالي :
- سبعة جمهوريات ديكتاتورية فاسدة بدرجات متفاوتة هي : تونس ، مصر ، ليبيا ، سورية ، اليمن   الجزائر ، والسودان .
- ثمانية ملكيـات غير ديمقراطيـة ، أيضا بدرجـات متفاوتة ، هي : السعوديـة ، الأردن ، البحرين ،   ُعمان ، الكويت ، المغرب ، قطر ، والأمارات .
- خمسة دول شبه ديمقراطية ( ديمقراطية منقوصة لأسباب مختلفة ) هي : لبنـان ، العـراق ، جزر    القمر ، موريتانيا ، وجيبوتي .
- دولتان ذات وضع خاص هي : فلسطين والصومال .
         إندلعت الثورات الشعبية الشاملة في خمسة دول ، إنتهت ثلاث منها بالنصر المؤزر هي :
- تونس : وقـد سقط النظـام فيها بتاريخ 15 كانون الثاني ( يناير ) بالهروب الجبان للديكتاتور " بن   علي "  وإعتقال معظم أركان حكمه . وقدر عدد ضحايا الثورة ب 88 شهيدا ، بالإضافة إلى مئات   الجرحى .   
- مصر : وقد إنهار النظــام فيهـا بتاريخ 11 شباط ( فبراير ) بتخلي الديكتــاتور " حسني مبارك "   عن السلطة ، ومن ثم إعتقاله وأبناءه ورموز حكمه ، وهم جميعا في السجن الآن  قيد المحاكمــــة ،   وقد وبينت الإحصائيات الرسمية بسقوط 850 شهيدا ، وآلاف الجرحى .
- ليبيـا : وقد سقط النظام المجرم يوم أمس 20 تشرين الأول ( أكتوبر ) بمقتل الطاغيـة " القذافي "   ومعظم أبناءه وأركان حكمه . بعد معارك ضارية ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثين ألف شهيد ، وقـــد
  تعذر بشكل رسمي إجراء إحصاء دقيق حتى الآن بسبب أعـداد المفقودين الكبيرة ، وتوقع وجــــود   العديد من المقابر الجماعية غير المكتشفة .
        ولا تزال الثورة ملتهبة في دولتين هما :
- اليمن : وقد سقط المئات من القتلى في الثورة التي إندلعت في 17 شباط ( فبراير ) وأضعافهم من   الجرحى . ولا يزال الثعلب " على صالح " يناور ويداور لكن سقوطه من المحتمات .
- سورية الحبيبة : وقد إنفجرت الثورة المباركة في 15 آذار ( مارس ) ولا تزال مستمرة رغم القمـع   الوحشي البربري الذي لم يحدث مثيله في ثورة أخرى ، ليس في الوطن العربي فحسب ، بل فــــي   كافة أنحاء العالم في العصر الحديث . وتشير الإحصائيات إلى سقوط أكثر من خمسة آلاف شهيــــد   وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين ، وما يزيد عن خمسين ألف معتقــل ، تعرضوا جميعــــا  لأبشع وأقسى أنواع التعذيب البربري . ويرجح أن يتضاعف عــدد الشهداء بسبب وجـود عــدة آلاف  من المفقودين ومجهولي المصير . وقد أصبح سقوط النظام المجرم مؤكدا ، ومسألــة وقت ليس إلا ،  ولن يتراجع الشعب البطل عن ثورته المجيدة مهما بلغت التضحيات .
        وقـد إندلعت الإضطرابات ، بشكل متقطــع ، في خمسة دول أخرى هي : المغرب ، البحرين ، ُعمان ، الأردن ، والجزائر . لكنها لم تبلغ بعد مستوى الثورة الشاملة . وشعوب هذه الدول مرشحــــة للإنفجار في أي وقت من المستقبل القريب .
        وفي لبنان والعراق ، ورغم وجود نظام ديمقراطي إلى حد ما في كليهما ، لكن التناحر الطائفي الداخلي ، وفساد الحكم ، وتبعية المكونات السياسبة فيهما إلى أنظمة مجاورة ، يرشح هاتيـن الدولتيـن لإنفجار شعبي محتمل فــي المستقبل .
        يبقى هناك الوضع الخاص لكل من فلسطين التي تعاني من الإحتلال الإسرائيلي الغاشم وكذلك الصومال الرازحة تحت الإنقسام والحرب الأهلية ، وتعاني فوق ذلك من المجاعات والكوارث ممـــا يندى له جبين الإنسانية خجلا .
       لكن هذا لا يعني أن بقية الدول العربية ، التي لم نأتي على ذكرها بعد ، هي بمنأى ومنجى مـــن غضب شعوبها ، فقد أثبتت الأحداث أنه لا يوجد نظام حكم غير ديمقراطي محصن كليا من الثورات. ولأن الظروف والأوضاع تختلف جذريا بين دولة وأخرى ، فأن إحتمال إنفجار الثورات فيها متفاوت مـــن حيث الحجم والقوة والتوقيت .
      ولا نزال بعد في العــام (2011 ) ، ولم يمر على إستشهاد " البوعزيزي " ُمفجّـرثورات الربيـع العربي سوى عشرة أشهرفقط ، ونأمل أن يكون العام القادم (2012 ) هو عام  إنتصار الربيع العربي وخاصة في اليمن السعيد الذي جعله " علي صالح " حزينا ، وسورية الحبيبة التي زرع فيها المـجرم السفاح اللص " بشار الأسد " الموت والخراب والترويع .
King of the Jungle Rides the tankImage by Hanibaael via Flickr

في 21/10/2011                                              العميد الركن المتقاعد  عقيل هاشم
Enhanced by Zemanta