Tuesday 30 August 2011

وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا


      تتكاثر وتتصاعد الخطوات مؤخرا لانشاء كيانات سياسية وتنظيمية مختلفة من أجل قيادة أو دعم
نشاطات  الثورة السورية . ورغم أن هذه الخطوات كلها تهدف إلى تنسيق وتوحيد جهود الثورة سواء
في الداخل أو الخارج , الا أن تعددها يتناقض مع الغاية الرئيسية من إنشائها .
      وعلى سبيل المثال وليس الحصر,  فقد أعلن قبل أيام عن تأسيس الهيئة العامة للثورة السوريــــة التي أعلن بيان تأسيسها عن إندماج كافة تجمعات الثورة في الداخل والمعارضة في الخارج لتكــــون
ممثلة للثورة في كل أنحاء سورية .
      وفي نفس الوقت نشرت مسودة إتفاق بين قوى سورية معارضة لانشاء مجلس وطني سوري في
الخارج لتنسيق جهـود المعارضـة بكافــة أطيافهـا والاتفاق على خطوات عمليـة لقيـادة سوريــة نحـو مجتمع ديموقراطي مدني .
       كما يتزايد الحديث عن الدعوة لتشكيل مجلس إنتقــالي أو حكومـة سوريـة في المنفى . وتتعــدد
المؤتمرات المعقودة تحت مسميات مختلفة وشعارات متنوعة . فمن مؤتمر للتغييرالوطني إلى مؤتمر للانقاذ وغيرها . حتى في الداخــل تتكاثر المكونـــات والهيئات والتسميات الممثلة للثورة أو الثوار .
      ولا جدال بأن معظم هذه الجهود والخطوات صدرت عن حسن نية بالغ , لكنها أدت إلى  تشتيت
الجهود وحتى إلى تبادل الاتهامات من أن الهرولة نحو هذه المجالس هو لاقتسام الكعكة والحصـــول
على المناصب .
      الوطن في خطر , والثورة في خطر , والشعب السوري مهدد في وجوده , والطريق أمام الثورة
لا يزال شاقا وطويلا , والآلة العسكرية البربرية للنظام المجرم لا تزال قوية ومتماسكة , والنظـــــام
ماض في القمع الوحشي دون رادع , ومن يدعي تمثيل الثورة يفكر منذ الآن بالمناصب !!!
      هذه مهزلة يجب وقفهــا الآن وفي هذه اللحظة دون إمهال .ويجب أن تنصب كل الجهود وتتركز
كل الخطوات على هدف واحد لا غير : إستمرار الثورة وتوسعها وإزدياد توهجها حتى النصر. ولا صوت يعلو فوق صوت الثورة وكل ما عدا ذلك فهو مؤجل لوقت لاحق مهما بلغ من الأهمية .
       وفي هذا السياق أطرح المباديء التالية كأساس لكل جهد أو عمل في المستقبل القريب :
1- لا يمثل الثورة سوى أبنائها في الداخل . ولا يقود الثورة سواهم , وعليهم إيجاد الصيغة المناسبـة للاتفاق على الأداة الموحـدة لقيـــــادة الثورة , والوسائل المناسبة لتحقيق إنتصارها .
2- ينحصر هدف ومهام كل الناشطين والمعارضين في الخارج في دعم الثورة وتأمينها بكل الوسائل
وعلى كل الأصعدة . فهم لا يمثلون الثورة ولا يقودونها بل يدعمونها .
3- يؤجل البحث والنقاش حول مستقبل سورية وهويتها وأسس دستورها وكل ما يتعلق بمرحلة مــــا
بعد إنتصار الثورة لمستقبل قريب قادم . وهذا قطعا لا يعني عدم التفكير بهذه الأمور مسبقا فهذا حـق وواجب كل المعنيين بالثورة , وهذا ما أفعله أنا حاليا , لكن ليس الآن وقـت الجـلوس على طـــاولات
الحوار والانشغال بقضايا المستقبل والبدء بتوزيع المناصب والمسؤوليات فيما يتعرض الوطن لأشـد
الأخطار وأصعب التحديات .
       وفقا لهذه الأسس والمباديء أتقدم بالمقترحات المرحلية التالية :
أولا- تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة في الداخل وفق الصيغة التي يتفق عليها ممثلي الثوارتتبع له لجان قيادة فرعية في كل محافظة . وتنبثق عنه لجان مركزية للاعلام والشؤون العسكرية والتوثيـق وما يلزم غيرها .
ثانيا- يندمج إتحاد تنسيقيات الثورة في اللجنة الاعلامية ومعــه كل الهيئات الأخرى كصفحــة الثــورة السورية ضد المجرم بشار وشبكة شام ومثيلاتهما من المواقع الألكترونية .
 ثالثا - تناط باللجنة العسكرية مهام التحضير والاستعداد لقيادة النضال المسلح عندما تدعو الحاجـــة
إليه ولا يكون هناك مفرا منه . مع التأكيد على الالتزام الكامل بسلمية الثورة في الوقت الراهن .  وتندمج قيادة تنظيم ( حركة / لواء ) الجنود ( الضباط )الأحرار فــي اللجنة العسكرية ويتم العمل في
منتهى السرية وخاصة عند الاتصال بالأحرار من جنود وصف ضباط وضباط  الجيش الســـــوري
وقوى الأمن وتشجيعهم على الانشقاق وتأمين وتسهيل ذلك .
رابعا- توسيع مهام ونشاطات لجنة التوثيق لتشمل :
      - توثيق كافة جرائم النظام الفاشي المجرم وجمع الشهادات والوثائق تمهيدا لاحالته إلى المحكمة
        الجنائية الدولية والمحاكم السورية لاحقا .
      - توثيق كل ما يتعلق بالشهداء الأبراروقصص حياتهم وظروف إستشهادهم .
      - توثيق أعداد المصابين والمعتقلين والمهجرين وحساب حجم التدمير الذي لحق بالمنشئــــــات
      - والمنازل والممتلكات .
      - توثيق جرائم الفساد المنظم والنهب المتواصل التي يرتكبها رجالات النظام تمهيدا لمحاسبتهم
وتعمل لجنة التوثيق بتعاون كامل مع مثيلاتها في الخارج من هيئات سورية وعربية ودولية .
      هذا في الداخل , أما في الخارج فيتم :
 1- تشكيل مجلس وطني لدعم الثورة في الخارج تندمج فيه كل الكيانات السياسية المعارضة للنظـام المجرم من أحزاب وجمعيات وتنظيمات وأفراد . يتناسى فيه الجميع أية خلافــات أو تباين في الرأي
ويركزون على هدف واحد لا غير يتمثل في دعم الثورة  سياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا وماديــا وحتى
تسليحيا عندما تدعو الحاجة .
2- البدء – بكل دقة وروية وتنسيق – بالعمل على تشكيل مجلس وطني إنتقالي سوري لقيــادة البــلاد في المرحلة التي تلي إنتصار الثورة يضم ممثلين عن الثوار بالدرجة الأولى بالاضافة إلى عدد مــــن الكفاءات والخبرات الوطنية داخل وخارج سورية .
3- يبدأ هذا المجلس حوارا موسعا شاملا حول كل قضايـا مستقبل سوريــة وشكلها السياسي وهويتها والخطوط العريضة لدستورها المقبل . وينبثق عنه مكتب تنفيذي بمثابة حكومة مصغرة . مع التأكـيد
على أن القرار النهائي في كل أمور المستقبل هو للشعب السوري الحر وممثليه الشرعيين ضمــــــن
أطار عملية ديموقراطية إنتخابية وإستفتائية نزيهة .
        الوطن في خطر , والثورة في خطر , ومستقبل سورية في خطر , وما لـــم نتوحـد ونتضافـر ونتعاون ونصبح كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا فإن هذا النظــام المجــــرم
الفاشي البربري سيستمر في إجرامه ووحشيته دون أن يردعه رادع .



في 23/8/2011                                                     العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم
  

Saturday 27 August 2011

نداء إلى ناشطي الثورة السورية على الانترنت وممثلي التنسيقيات وأطياف المعارضة

  
    لاشك أن ماتقومون به من نشاط ثوري إعلامي على الشبكة الاجتماعية وعبر صفحــات
الفيس بوك وتويتر وغيرها , وعند ظهوركم على شاشات الفضائيات , هو عمل وطني جبـــار ساهـم بشكل واسـع في نشر أخبــار الثــورة المباركة وتنسيق جهودها وفضح أكاذيب وأضاليل النظام المجرم , وتوثيق جرائمه ووحشيته .
      لكن مصلحة الثورة تقتضي الآن تطوير هذا العمل الثوري , وتنظيمه مهنيا والارتقاء بــه إلى المستوى الذي يتناسب مع حجم التضحيات الهائلة التي يقدمها شباب الثورة العزل الذيـــــن
يواجهون أعتى آلة بربرية إجرامية في العصر الحديث .
      لانريد أن تشوب إعلام الثورة أي شائبة , وخاصة في نشر أخبار مبالغ بها من أجل بث
الحماسة وتثوير الناس, لأن تيقن عدم صحتها فيما بعد سيؤدي إلى إحباط المعنويات وإضعاف
الهمم وتقليل مصداقية الثورة . 
     وهذا يقتضي  :
- الالتزام والتقيد بمعايير المهنية الاعلامية العالية .
- تحري الدقة والمصداقية وعدم المبالغة في نشر الأخبار والصور والأحداث .
- التمهل وعدم التسرع في نشر أي خبر أو إصدار أي بيان قبل التأكد الكامل .
- عدم إستخدام الشبكة الاجتماعية والوسائل الاعلامية من أجل توجيه الانتقــادات أو تبـــــادل    الاتهامات ضمن أطياف المعارضة المختلفة .
- وكذلك عدم التسرع في توجيه الانتقادات إلى الحكومات أوالمنظمات العربيــة أو الأجنبيــــة    مع كل تطور أو تصريح يصدر عن هذه الجهة أو تلك والانتظار حتى تتبين المواقف . لا
   يجوز أن نرفع علم دولة مجاورة وصور رئيسها يوما , ثم نوجه إليها وإليه الانتقادات بـل
   الاتهامات في اليوم التالي .
- التقيد بالموضوعية الاعلامية وعدم الانجراف بالعاطفة والحماسة الثورية .
- عدم تبني مواقف سياسية أو آراء , أو إصدار تصريحات من خلفية عقائديــة فلا الوقت الآن
  مناسبا , ولاصفحات الشبكة الاجتماعية أو شاشات الفضائيات مكانها .
    الاعلام سلاح من أمضى الأسلحة التي تحتاجها الثورة فلنرتقي به الى أعلى المستويات
التي تتناسب مع القيمة القدسية السامية للدماء التي تسفح في سبيل هذه الثورة .


في 27/8/2011                                             عقيل هاشم  

       

Monday 22 August 2011

إنذار أخير إلى السفاح بشار





أنظـر وإسمـع وتعلــم وإتعـظ بمـا جرى اليـوم في ليبيــا الحرة أيها المجـــــــرم

لقد إنتصر الشعب الليبــي على الطاغيــة كما إنتصر قبله شعبا تونس ومصـــر

وهاهـم زملائـك وأقرانـك بن علي ومبارك وصالح ومعمر بين قابــع في السجن

ومنفي خارجا ومختبيء في جحر تحت الأرض فلماذا تعتقد أنك مختلف عنهم ؟

ألا تعلم بأن الشعـوب الثائرة لا تقهر ! وأن الطغـاة إلى جهنـم وبئس المصير !!

كفاك كذبا وخداعا وتضليلا.كفاك إجراما وقتلا وبربرية.أهرب قبل فوات الأوان.

دع السلطة لصاحبها الشرعي:الشعب السوري الأبي الحر وخذ عصابتك وإرحل

هذا هو الانذار , يللا إرحل يا بشار



في 22/8/2011

Saturday 20 August 2011

نداء

نداء


لنرفع عاليا علم الاستقلال السوري

العلم الحالي للجمهورية العربية السورية علم عزيز على قلوب السوريين وكافة أبناء الأمــة

العربية أيضا . لأنه علم أول وحدة فعلية تحققت في التاريخ العربي المعاصر . لكنه يستخدم من قبـل المرتزقة من أعوان النظام المجرم في تلك المظاهرات المعلبة الزائفة .

وسورية ترزح اليوم تحت أسوأ إحتلال عرفته في تاريخها . إحتلال العائلة المجرمة الفاسدة

التي قتل كبيرها مايزيد عن مائة ألف مواطن سوري خلال عهده البائد , وها هو صغيرها يقتـل في

خمسة أشهر ما يزيد عن كل ما قتلته فرنسا خلال إستعمارها لسورية الذي دام لربع قرن .

سورية لا تثور اليوم من أجل الحرية والديموقراطية فقط , وإنما من أجل الاستقلال والخلاص

الاستعمار الأسدي البربري المجرم . لذلك ما أحوجنا اليوم لعلم الاستقلال السوري ذو النجوم الثلاث

الحمر للتعبير عن توق الشعب للاستقلال وللتميز عن أزلام ومرتزقة وأبواق وأذناب النظام .



لنرفع عاليــــا علـم الاستقلال السوري في كل مكان





في 20/8/2011                                                                              عقيل هاشم

Friday 19 August 2011

الثورة السورية في خطر/القسم الرابع والأخير

الثورة السورية في خطر/القسم الرابع والأخير

الثورة بين السلمية والسلاح



يسعى النظام السوري المجرم بكل الطرق والأدوات , ومستخدما كل وســائل التحريــض والاستفزاز , لدفع الثوار العزل إلى اللجوء إلى حمل السلاح ومقابلة العنف بالعنف . وبالتالي إلى

جر البلاد إلى حرب أهلية مدمرة تعطيه المبررات والذرائع للقيام بعملية سحق شاملة وهمجيـــــة

للثورة مستخدما في ذلك كل ما يملك في ترسانته الحربية البربرية من وسائل القتل والتدمير .

ومع ذلك لا يزال الثوار محافظين على أعصابهم , مسيطرين على ردود أفعالهم ,مصرين

على المحافظة على سلمية الثورة , رافضين اللجوء إلى حمل السلاح ,مفضلين تعريض صدورهم العارية للرصاص الغادر على الانجرار وراء إستـفـزازات النظام المجرم . رغم ما في ذلك مــــن

صعوبة بالغة لا يمكن تصورها , وتفوق قدرة الناس على التحمل والاحتمال .

اليوم , و بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إندلاع الثورة , وسقوط آلاف الضحايا بين

شهيد وجريح , وإعتقال وتعذيب عشرات الآلاف الآخرين , وفي مثل هذه الظروف الجائــرة , ألا

تصبح التساؤلات مشروعة حول قضية سلمية الثورة , وإلى متى يمكن أن تستمر , وعما إذا كــان

ذلك ممكنا أو لازما , وهل هناك هناك خياراو بديل آخر, ومتى وفي أية ظروف يصبح ذلك أمــرا

مقبولا أو حتى ضروريا ؟

لا شك أن هذه قضية مثيرة للجدل قبل كل شيء . وهي مسألة بالغة التعقيد , كثيرة التشابك

وتحمل في طياتها جوانب متناقضة سلبية وإيجابية عديدة . ويجدر بنا إمعان النظر بها جيدا :

1- ليس من المحتم أن تبقى المحافظة على سلمية الثورة دوما عائدة لقرارالثوار وخاضعة لارادتهم

بشكل كامل . فقد تنشـأ أوضاعا طارئة وظروفا قاهرة لا يجد فيها الثوارمفرا من إستخدام الســـلاح

رغم علمهم أن هذا بالضبط ما يرمي إليه النظام المجرم لكي يصعد حملته الوحشية القمعيــة ضـــد الشعب السوري الباسل , لكن إنما للصبر حدود .

2- بالمقابل فإن النظام المجرم – بعد أن إرتبك وتردد طويلا في بداية الثورة في وصفه للثوار بيـن

كونهم مجموعات مندسة أو جماعات أصولية إرهابية – إستقرت روايته المضللة أخيرا على أنــــه

يواجه تمردا مسلحا كبيرا يشترك فيه عشرات الألوف من المتمردين المزودين بأسلحـة متطــــورة

ووسائط إتصال حديثة حسب تصريح السفاح الأكبر رئيس النظام .

3- وبالتالي فإن إستمرار الثوار في التمسك بمبدأ سلمية الثورة من عدمه لن يقـدم أو يؤخـرشيئـــــا

بالنسبة للنظام فهم في كلتا الحالتين متهمين من قبله بالتمرد المسلح . ويعاملون على هــذا الأساس .

4- لكن تحول الثورة عن سلميتها قد يفقدها الكثير من دعم وتأييد العديد من الحكومات والمنظمات

الدولية والاقليمية وكذلك الهيئات والجماعات الحقوقيـة والانسانية . والأهم من هذا قـد يقلل مـــن

من إحتمال حدوث تدخل/دعم دولي فعال وبالقوة المسلحة لانقاذ سورية من المجزرة الدموية .

5- كذاك يجب أن نعلم أن هناك فارقــا هائلا بين ما يملكه النظام من سلاح وعتاد حربي وما هـــو متوفر حاليــا لدى الشعب بالاضافــة لما يمكن للثــوار أن يتحصلوا عليه في المستقبـل من مختلـف

المصادر , مع الأخذ بعين الاعتبار أن النظــام المجرم لم يستخدم بعد سلاحه الجـوي بشكل فعـــال ولذلك يجب علينا أن نضع في الحسبان ان ميزان القوة المسلحة سيكون مختلا لصالح النظــام فـي أي مواجهة مسلحة مقبلة .

6- أما أولئك الأشراف الأحرار من الضباط وصف الضباط والأفراد الذين إنشقوا عن النظام فهــم

غير معنيين بقضية سلمية الثورة على الاطلاق . وليس لديهم سوى خيار واحد متمثل في إستخـدام

السلاح دفاعا عن النفس . وهذا حق مشروع كفلته لهم كل القوانين والأعراف الانسانية . فالسلطــة

المجرمة تقوم حاليا ودون هوادة بتعقبهم وملاحقتهم . وسيكون مصير أي معتقل منهم الاعدام فورا

دون محاكمة , لكن بعد تعريضهم لأبشع صنوف التعذيب الوحشي , ليس فقط من أجل إنتزاع مـــا

لديهم من معلومات عن حركة الضباط الأحرار , وإنما من منطلق روح الحقد والتشفي والانتقام .

( بهذه المناسبة أرجو أن تعدل التسمية لتصبح " حركة الجنود الأحرار " لأن كلمة جنود تشتمــل

كل مكونات الجيش من ضباط وصف ضباط وأفراد )

في ظل كل هذه الاعتبارات ماهو التصرف الأنسب حيال قضية المحافظة على سلمية الثورة

من عدمها ؟ هذا موضوع أطرحه للنقاش والدراسة مبتدءا بنفسي فأقول :

أولا - في الظروف والأوضاع الراهنة , يجب الاستمرار في المحافظة على سلمية الثـورة وعــدم الانجرار وراء إستفزازات النظام .

ثانيا- لكن هذا لا يعني إستبعاد الوصول إلى تلك النقطة التي يكون فيها اللجوء إلى حمل السلاح أمرا

لا مفر منه . ولذلك , وفي نفس الوقت , يجب أن يتم التحضير والاعداد والتخطيط لحمـل الســـلاح

بشكل سري حتى لا يفاجأ الثوار بأوضاع لا يملكون حسن التصرف حيالها .

ثالثا- أما فيما يتعلق بحركة الجنود الأحرار فهناك الكثير مما يجب أن يعمل في هذا المجال . ومنها

على سبيل المثال وليس الحصر:

- تشكيل قيادة موحدة للحركة , قيادة عسكرية هرمية تسلسلية فعلية .

- قيام المنظمات الداعمة للثورة في الدول المجاورة بتأمين الحركة بوسائط الاتصال والسلاح

وكل اللوازم والاحتياجات العسكرية الأخرى .

- لكن عليهم أن يبقوا كامنين تحت الأرض في مخابئهم داخل وخارج سورية .

- وعليهم أن لا يشاركوا حاليا بأي نشاط ثوري أو مسلح إلا في حالة الدفاع عن النفس .

- وعليهم أن يكونوا جاهزين للاشتراك في الثورة بكل زخم وقوة عندما تدعو الحاجة .

إن الشعب السوري الثائر سيعمل بكل الوسائل الممكنة للمحافظة على سلمية الثورة , وسيتحمل ما لا يطاق في سبيل ذلك , لكنه لن يكون أبدا أبدا أبدا كالخراف التي تساق إلى المسلخ . وإذا دعـت الحاجة القاهرة , وعندما لا يكون هناك مفر, ولا من بديل ,فإن الشعب سيهب للدفاع عن وجوده بكل مايملك مـن قوة وعزم , وبكل ما يمكن أن يتحصل عليه من سلاح .

لكنه لن يخضع ولن يركع ولن يهدأ إلا بعد تحرير سورية من هذه العائلة القذرة وذلك النظـــام المجرم . وسورية البطلة لن تعود إلى إوضاع ما قبل 15 آذار مهما بلغت وعظمت التضحيات .





في 19/8/2011                                                                         العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم

Thursday 18 August 2011

الثورةالسورية في خطر/القسم الثالث

الثورةالسورية في خطر/القسم الثالث




يبدو ان ما كتبته عن قضية الثورة والتدخل الخارجي قد أثار الكثير من الاعتراضات التي شـاب

معظمها – من وجهة نظري – سوء فهم غير مبرر . فقد فهم الكثير ان التدخل الخارجي لن ينتج عنه

سوى إحتلال أجنبي لسورية وهذا مغاير كليا لما قصدته . وبالطبع فإن من فهم الأمر بهذا الشكل

لم يذهب تفكيره إلى أن ذلك الأجنبي سيكون سويسرا أوكوستاريكا أو جزر المالديف ,وإنما إستحضر

فورا صور المآسي التي أرتكبت في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي له عام 2003 وربط بيــــــن

الحالتين العراقية والسورية وقال : ألعياذ بالله .

وأجد نفسي عاجزا عن تفسيرسوء الفهم هذا , فقد كتبت بوضوح ان التدخل الخارجي عبارة عـن

مفهوم ذو مضمون واسع متدرج متصاعد يبدأ بالشجب ثم الادانة فالتهديد للنظام المجرم ويتصـــــاعد

ليشمل العقوبات السياسية كسحب السفراء من دمشق وطرد سفراء النظام وتجميد أو قطع العلاقــــات

الدبلوماسية .ويتضمن أيضا العقوبات الاقتصادية بحق رجال النظام والتي يجب أن لا تسـبب أي أذى

للشعب السوري إلا في الحدود الدنيا .وكذلك تقديم المساعدات الانساسية للسوريين وبالذات للمهجرين

منهم خارج الوطن . وفي قمة هذا السلم يأتي دور إستخدام القوة كفرض حصار بحري على الساحــل

السوري أو إغلاق المنافذ الحدودية البرية وفرض حظر على الطيران في الأجــواء السورية على أن

لا بتضمن ذلك التدخل مهما تصاعد نزول قوات أجنبية على الأرض السورية , فهـذا خـط أحمـــر لا

يجوزتعديه .

وأوضحت أيضا أن كل شكل من أشكال هذا التدخل يجب أن يتناسب مع الحالة القائمة فعلا على

الأرض , فلا يجوز مثلا فرض الحظر الجوي إلا إذا إستخدم النظام المجرم سلاحه الجوي في قصف

المدن السورية ولا الحصار البحري إلا لمنع وصول إمدادات بحرية بالأسلحة والمعدات العسكريــــة

للنظام من قبل الدول المساندة له وهكذ ا .

فكيف - بعد كل هذا الشرح والتفصيل - قفز البعض إلى الاستنتاج بأن التدخل الخارجي لا يعني

سوى الاحتلال الأجنبي لسورية ؟

الثورة السورية في خطر . الشعب السوري مهدد في وجوده . أبناء الشعب العزل يقتلون كل يـوم

بالعشرات بدم بارد ودون تمييز بين رجل وإمرأة وبين طفل وشيخ. الثوار يعتقلون بالمئات كل ساعة

وينكل بهم بأقصى أساليب التعذيب البربرية . البيوت تهدم والممتلكات تدمر والناس تهجر . والنظـام

المجرم مستمر في حملته الوحشية دون أن يردعه رادع . ثم يأتي من يقول لا للتدخل الخارجي !!!

ضعوا أنفسكم مكان الأم التي أفاقت لتجد إبنتها ذات الأعوام الثلاث مقتولــة في سريرها بطلقــة

غادرة من قناص مجرم متمركز على سطح البناء المقابل . أو الأب الذي جلبوا له إبنه اليافع ميتـــــا

وأظافره مقلوعة وجسمه ملون بحروق السجائر والكدمات . أو الأخ الذي دفن أخيه المذبوح فـــــــي

رقبته من الوريد إلى الوريد والمقتلعة حنجرته . أو ذاك الذي قطع لسانه أو بترت يديه أو قدميــــه أو

سلخ جلده أو...او.... ضعوا أنفسكم مكان كل هؤلاء البؤساء , وإستمروا في القول: لا للتدخل الخارجي!!!

في 29 أيار 1945 شنت القوات الفرنسية المحتلة لسورية عدوانا غادرا على المدن السوريــــة

بلغت ذروته في الهجوم على مبنى البرلمان في دمشق استشهد على أثره العشرات من رجال الأمــن

المكلفين بحراسته . في أعقاب ذلك وجه الجنرال ويلسون قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط

إنذارا شديد اللهجة إلى القيادة الفرنسية بالكف فورا عن العدوان . يومها كان لا يزال لبريطانيا وجود

عسكري كبير في المنطقــة في أعقــاب المعارك التي دارت على الأرض الســورية خلال الحـــرب العالمية الثانية وبالتالي فقد أخذت فرنسا ذلك الانذار على محمل الجد وإنصاعت له الأمر الذي أدى

في النهاية إلى جلاء المستعمر الفرنسي عن بلدنا . فهل كان هذا تدخلا خارجيا مرفوضا من قبل

الشعب السوري يومها ؟

في 29/10/1956 شنت بريطانيا وفرنسا وبالتواطؤ مع إسرائيل هجوما غادرا على مصر فيما عرف بالعدوان الثلاثي . وقد نزلت القوات المعتدية في منطقة القناة وإحتلت إسرائيل معظم أراضي سيناء .على أثر ذلك وجه بولغانين رئيس الوزراء السوفييتي آنذاك إنذارا إلى المعتدين وهدد بضرب

لندن وباريس بالصواريخ النووية العابرة للقارات . الأمر الذي أدى في النهاية إلى توقف العدوان

وإنسحاب القوات المعتدية تجر أذيال الخيبة ومرارة الهزيمة . فهل إستنكر أحد في مصر يومها هذا

التدخل الخارجي السافر ؟

بعد أقل من عام على ذلك تصاعدت الضغوط الغربية على الحكومة السورية الوطنية لاجبارها على الانضمام إلى حلف بغداد وإفتعلت تركيا توترا على الحدود المشتركة وحشدت قواتا كبيرة هناك

وهددت بغزو سورية . فما كان من الاتحاد السوفييتي إلا أن حشد بالمقابل قواتــه على حدود تركيـــا

الشمالية وهدد بغزو تركيا إذا قامت بأي عمل عدواني على سورية . فهل كان هذا تدخلا خارجبا غير

مقبول سواء من الشعب السوري أو حكومته ؟

ويخطر في بالي الآن أن هناك إشكال لغوي بسيط . فكلمة " تدخل " تحمل مضمونا سلبيا في

العقل العربي الذي لم يعهد – مع بعض الاستثناءات - سوى التدخلات الخارجية المعادية له المضرة بمصالحه . وقد وجدت حلا يرضي الجميع : المؤيدين للتدخل الخارجي في سبيل إنقاذ الشعب السوري

من هلاك محتمل – وأنا منهم بالطبع – أو المعارضين .

ينمثل هذا الحل في إستبدال مصطلح " التدخل الخارجي " ب " الدعم الخارجي " لذلك أرجو من

القاريء العزيز إجراء هذا الاستبدال أينما ورد في هذا المقال وكل المقالات السابقة ذات الصلة .

الوطن في خطر , الشعب في خطر , الثورة في خطر .

وعلينا أن نتوحد جميعا ليس فقط في قبول الدعم الخارجي بل في طلبه أيضا ومن أية جهة كانت بإستثناء

عدو العرب الأول إسرائيل التي ذكرت سابقا أن الشعب السوري يفضل الموت تحت سلاسل دبــابــات

النظام المجرم على قبول تدخلها . لا بل ان الشعب السوري يعلم حق العلم ان أي تدخل إسرائيلي لن

يكون سوى إلى جانب النظام المجرم ولمصلحته .



في 17/8/2011 عقيل هاشم

Wednesday 17 August 2011

الثورة السورية في خطر/القسم الثاني

الثورة السورية في خطر/القسم الثاني



أتابع الحديث في موضوع التدخل الخارجي الذي أصبح الان قضية مصيريـة وملحة ولازمة لانقاذ الشعب السوري من طغيان النظام المجرم ووحشيته .

خلال الثورة الفييتنامية كان للدعم الصيني والسوفييتي للثورة الدورالأ كبر فــي إنتصارها على أعتى وأضخم آلة عسكرية في العالم .كانت الامدادات بالأسلحة والذخيرة

والمعدات والخبراء وكافة اللوازم تتم عبر الحدود المشتركة الفييتنامية- الصينية . ورغـم

الخلاف السياسي-العقائدي الذي نشب بين الدولتين إستمرت المساعدات السوقييتية فــــي

التدفق عبر الأراضي الصينية . طبعا دون التقليل من نضال وتضحيات ومآثر المقاتليـن

الفييتناميين .

تكرر نفس الأمر في الثورة الجزائرية التي قدمت لها مصر( الجمهورية العربية

المتحدة آنذاك ) كل أنواع الدعم المادي والمعنوي ولم يقف في طريق ذلك عدم وجـــود

حدود مشتركة بين مصر والجزائر فقد كانت الأراضي الليبية معبرا لذلك الدعم .

في مسألة الثورة السورية ومن وجهة نظر جيو- سياسية تبدو آفاق التدخل مسدودة

بإستثناء تركيا . العراق الذي يملك حدودا مع سورية هي الثانية من حيث الطول محكوم

- بواسطة المالكي - بالتبعية لايران الداعمة للنظام السوري . والأغلب أن حكومته قــــد

نسيت أو تناست ما فعله نظام الأسد المجرم بحق الشعب العراقــي عندما درب وسلــــح وجهز ألالاف من مقاتلي القاعدة وأدخلهم إلى العراق ليفتكوا بأرواح مئات ألالاف مـن

أبناء الشعب العراقي .

الأردن يخشى من إمتداد الثورة السورية إلى أراضيه فترى حكومــته تتــردد

في إتخاذ موقف فعال وتكتفي - على إستحياء ومؤخرا فقط - بإدانة العنف في سورية في محاولة لتهدئة جماهير الشعب الأردني الغاضبة .

أما لبنان بحكومته الراهنة فقد أصبح مرهونا لارادة النظام السوري المجرم ولا

ندري مدى صحة الأخبار عن قيام حزب الله بمساعدة السلطــة الباغية في قمـــع الثورة

وأيا كان الأمر فلبنان عاجز عن أي فعل .

ومن العبث التحدث عن إسرائيل في هذا الوارد فإسرائيل هي العدو الأول لكــل

الشعب العربي قاطبة وللشعب السوري بالذات الذي يفضل الموت تحت سلاسل دبابات

النظام المجرم عن تلقي أي مساعدة من إسرائيل . وعلى أي حال فإن أي تدخل إسرائيلي

سيكون – إن حصل – لصالح النظام المجرم وليس ضده .

لايبقى في الميدان سوى تركيا التي تملك حدودا مشتركة مع سورية يزيد طولها

عن 800 كم والتي أدانت حكومتها إجرام النظام السوري بأشد وأقسى العبارات التـــــي

وصلت مؤخرا إلى حد التهديدات . لذلك يجب الحرص كثيرا قبل توجيه الانتقادات إلــى

أردوغان والحكومة التركية وإتهامهم بالتقصير والتقاعس . فأردوغان هو رئيس منتخب

من قبل الشعب التركي وليس السوري . وهو في هذا المنصب ليحمي مصالح الشعــــب

التركي قبل أي إعتبار . وهناك عــواقب كثيرة دولية وإقليمية ومصالحية تغل يد السلطة

التركية وعلينا أن نتفهم ذلك ولا نطالب الحكومة التركية أن تكون ملكية أكثر من الملك .

إذا كان هناك أي إحتمال لتدخل دولي فعلي ومؤثر لانقاذ الشعب السوري مــن المجـزرة التي ترتكب بحقه , فهذا لايمكن أن يتحقق إلا يمساهمة تركيا أو عبر أراضيـها

أو الاثنين معا .وأنا على يقين – أرجو أن تتأكد صحته قريبا – أن الأيـــام القادمة ستشهد تطورا فعالا فـي الموقف التركي حيال النظام المجرم .

وكنت قد تكلمت بتفصيل كاف عن التدخل الدولي المطلوب ومستوياته المتدرجة

وأدواته والذي بدونه ستكون الثورة في خطر داهم وستكون أرواح عشرات الآلاف مــن

السوريين العزل مهددة بالموت وممتلكاتهم بالدمار لذلك لا أرى ضرورة لتكرار ما سبق

الحديث عنه في مقال سابق .

يتبقى أن أعود إلى موضوع سلمية الثورة السورية وهو موضوع بالغ التعقيـــد

كثير التشابك وفي أعلى درجات الأهمية والأسبقية وهو ما سيكون مضمون القسم الثالث

القادم من هذا البحث .





في 16/8/2011 عقيل هاشم

Tuesday 16 August 2011

الثورة السورية في خطر

الثورة السورية في خطر

        شهدت بداية شهر رمضان المبارك تطورا مهما في سياسة النظام المجرم تجـــاه الثورة السورية . فبعد ان إعتمد منذ بداية الثـورة على ثنائية القمع الوحشي الدمــــــوي
للشعب من جهة , مع إدعاء إصلاحات سياسية هزيلة من جهة أخرى , ومع التوقــــــع
بأن الشهر الفضيل سيشهد تصاعدا وتوسعا في ثورة الشعب بحيث يصبح كل يوم منــه
يوم جمعة غضب فاعلة . إنتهج النظام المجرم سياسة القمع والقتل والاجرام كوسيلــــة
وحيدة لمجابهة ثورة الشعب الباسل . فتصاعدت العمليات العسكرية البربرية بشـــــكل
ملحوظ وأخذت آلة القمـع الوحشيـة تزرع الموت والدمـار في كل أنحـاء سوريــــــــــة
وأصبح إجتياح المدن والبـلدات والقرى عملية يوميـة من حماة إلى دير الـزور إلــــــى
القصير فبصرى الشام فاللاذقية مرورا فيما بينهم بالعديد من المناطق السكانية الأخرى.
          لقد أصبح واضحا دون لبس أن النظام المجرم قد قرر تصعيد القمع العسكــري
إلى مستويات إجرامية لم تشهد لها الانسانية مثيلا من قبل دون أن تردعه عن ذلـك أية
إدانات أو عقوبات أو حتى التلويح بإستخدام القوة من قبل المجتمع الدولي . وبالتالي فإن
الشعب السوري الأعزل يواجه اليوم عملية تصفية دموية على نطــاق واســع وأصبــح مصيرالثورة في خطر حقيقي وبالتالي مصير ومستقبل سورية بالكامل فما العمل ؟
          أولا وقبل كل شيء يجب التأكيد على أهمية وأولوية الاستمرار في الثورة مهما
عظمت التضحيات والتوسع فيها وزيادة إشتعالها على كامل المساحة الجغرافية لسورية
وبمساهمة فعالة من قبل كافة مكونات وفئات وطوائف الشعب السوري الباسل . هذا هو
العامل الرئيسي الذي سيقرر مصير سورية وثورتها . فلـولا ذلك لما كانت هناك إدانات ولاعقوبات ولا إحتمالات بتدخل فعلي لانقاذ سورية من الدمار الكامل . ولن تكون في المستقبل أي إجراءات من هذا النوع ما لم تستمر الثورة وعلى الجميـع التوحد والاتحاد خلف هذا الهدف .
          لكن هذا لا يعني إهمال عوامل أخرى قد تساهم إلى حد كبير في إنتصار الثورة
على النظام المجرم البربري الظالم :
1- لايمكن أن تستمر الثورة في توهجها مالم تتوحد مكوناتها في الداخل والخارج وتتفق
على إنتهاج خطط موحدة وأساليب معتمدة ويصبح لها قيادة موحدة , وكذلك الأمر ضمن أطياف المعارضة في الداخل والخارج وخاصة في المجال التمثيلي و الاعلامي . ولا
جدال في أن إتحاد تنسيقيات الثورة السورية قد ساهم بشكل فعال في ذلك وأصبح المعبر
الرئيسي عن الثورة ونشاطاتها . لكن تتعدد في الخارج الهيئات والجماعات والمكونـات
سواء في مجال تمثيل الثورة أو المعارضة وتتكاثر التسميات والألقاب وتعقد المؤتمرات
تحت عناوين متنوعة وهذا أمر يجب وضع حد نهائي له .
2- يستتبع وحدة الأدوات والمكونات وحدة الاتفاق على المنطلقات والأهداف ولاحقــــا على الأساليب والاجراءات. ومن الطبيعي أنه لايمكن الاتفاق على كل القضايا والمسائل
المتعلقة بالثورة ومستقبل سورية بسهولة فهذه عملية طويلة معقدة  يتم القسم الأكبر منها
بعد إنتصار الثورة وبإسلوب ديموقراطي وضمن المؤسسات المنتخبة المعبرة بكل حرية
عن الشعب . لكن يجب الان وقبل كل شيء الاتفاق على تلك القضايا العاجلــة والهامــة التي يمكن أن يتوقف عليها مصير الثورة والوطن . ويأتي في مقدمتها بشكل ملح قضية
التدخل الخارجي الدولي أو العربي أو الاقليمي الذي لايمكن للثورة بدونه أن تستمر وأن
تنتصر . كل الثورات العظيمة في تاريخ العالم الحديث قامت على سواعد وتضحيـــــات
ونضال أبنائها الثوار في الداخل ثم لعب العامل الخارجي سواء عن طريق المساعدة أو
الدعم او التدخل الفعلي دورا بارزا في إيصال الثورة إلى نهايتها السعيدة . وهنا كـــــان
للجغرافيا تأثير حاسم , فالجغرافيا هي العامل الرئيسي في كتابة التاريخ .
        ينطبق هذا بشكل واضح على الثورة الفييتناميـة والجزائريــة وإنتفاضات شعوب
أوربــا الشرقية في سبيل الحرية والديموقراطية. فلماذا هذا الاصرار شبه الجماعي على
رفض التدخل الخارجي ؟ وما العمل لايقاف المجزرة الدموية التي يرتكبها النظام كـــل
يوم بحق الشعب الأعزل ؟ وهل دماء الشهداء وقد قاربت أعدادهم على الخمسة آلاف
كما تذكر بعض المصادر رخيصة إلى هذا الحد ؟
        في هذه الأيام العصيبة والأوقات الحرجة يجب أن نهتف جميعا :
- لاصوت يعلو على صوت الثورة .
- كل الجهود والتضحيات في سبيل الثورة .
- شعب واحد , ثورة واحدة , قيادة ثورية واحدة .
- كل الخيارات مسموحة في سبيل الثورة .
- كل الوسائل مقبولة في سبيل إسقاط النظام الفاشي المجرم .
- والنصر بإذن الله للشعب السوري الباسل .

في 16/8/2011                                                   عقيل هاشم

Friday 12 August 2011

الثورة السورية والطائفية


الثورة السورية والطائفية


إستغل النظام المجرم , بشكل مخطط وممنهج ومتواصل وعبر أربعة عقود , العامــل الطائفــي كدعامة أساسية في ترسيخ السلطة والتسلط . إلى جانب عوامل أخرى كالارهاب المخابراتي والفسادالمنظم والاعلام المضلل وغيرها من أساليب الأنظمـة الدكتاتورية الشمولية .وهنا يجب التوضيح بأن النظام ليس طائفيا بالمعنى العقائـدي أو المذهبي بل هو مستغل دنــيء للمشاعر والانتماءات والولاءآت الطائفية لفئــــــة معينة من مكونات الشعب السوري الرئيسية ألا وهـي الطائفة العلويـة. خلافا لمـــا هو الحال عليه في إيران مثلا حيث أن النظام هناك مذهبي طائفي بإمتياز يقــــــوم أساسا على مبدأ ولاية الفقيه والايمان بالعقيدة الشيعية . بينما يختلف الحال كليــا في سوريــــــة حيث لا تربط رجالات النظـام أي علاقة مذهبية بالعقيدة العلويـــة ولا بأي د ين أو مذهب آخر سـوى عقـيـدة القمع والبطش والنهب والفساد .

منذ أن إستولى المجرم الأب على السلطة في سورية عام 1970عمد بشكل مخطط على ترسيخ هذا الاستغلال الطائفي عبر الوسائل التالية :

1- الايحاء لأبناء الطائفة بأن مصيرهم مرتبط بمصير النظام وزواله يعني زوالهم . وقـد إستغـل النظام لأبعد الحدود الممارسات الطائفية الخاطئة لجماعـــة الأخــــوان المسلمين عند تصديهم المسلح للسلطة في أواخر سبعينات القرن الماضــي وخاصة قيامهم بإغتيالات عشوائية على أساس الهويـــة الطائفية من أجل أن يعزز الارتباط المصيري بين النظام والطائفة .

2- تكريس البنية الطائفية في اجهزة المخابرات والأمن وقطعات النخبة في القوات المسلحة كسرايا الدفاع ( الفرقة الرابعة حاليا ) والحرس الجمهوري والقـــــوات الخاصة . وبإعتبار أن هذا الأمر لايمكن تحقيقه على كامل مساحة باقي القوات المسلحة حيث أن الخدمة الالزاميـة فيها تشكل الرافد الأساسي البشـــــــري للجيش وتعكس هذه الخدمة الواقع الفعلي لنسبة مكونات الشعب الســــوري لذلك جرى التركيز علــى الضباط المتطوعين خريجي الكليات العسكرية .

3- كما تم تكريس نفس البنية في مجالات ونشاطـات أخرى خارج نطـاق القــوات

المسلحة كمجال الاعلام بشكل خاص والمؤسسات الاقتصادية أيضا وضمــن

ملاكات البعثات الدبلوماسية ومؤسسات التعليم العالي وغيرها .

4- وزيادة في ضمان الولاء , تم إغداق المناصب والامتيازات على أبناء الطائفـــة

كإدارة شركات القطاع العام والمؤسسات الحكومية والبلديات والمصارف وغيرها

من الهيئات مع غض النظر عن سوء إسنغلال المنصب في ممارسة الفساد

المالي والأخلاقي . كما كان يظهر التمييز على أساس طائفي بشكل واضح في

الايفادات والبعثات العلمية ورحلات العلاج في الخارج وفي التوظيف وغيرها .

ورغم هذه الممارسات الطائفية المتواصلة وعلى نطاق واسع لمدة أربعة عقــود

من الزمن والتي يعرفها القاصي والداني في سورية وحتى الأطفال, فقد كان مجرد الحديث عنها – وليس إنتقادها – يعرض الانسان لأخطار السجن وما هو أكثر وأشـد مرارة . وليس من شك في أن العديد من المستفيدين من هذا التمييز قد غالوا في

الممارسات الخاطئة وفي الشعور بأحقيتهم وفوقيتهم وتميزهم عن باقي فئات و

مكونات الشعب السوري . لكن غالبية أبناء الطائفة هم من الفلاحين الفقراء الذين

يعيشون قي قراهم الجبلية المحرومة من الخدمات الأساسية مثلها مثل معظــم

قرى وبلدات سورية .

وعلى أساس هذا التفريق الواجب بين ممارسات النظام الطائفية الاستغلالية وبين

غالبية أبناء الطائفة الكريمة كمكون رئيسي من مكونات الشعب السوري نادى ثوار

سورية منذ اليوم الأول – ولا يزالون- بنبذ الطائفية والاصرار على أن الشعب السوري

واحد واحد واحد . فلا يجوز أن تؤخذ الطائفة ككل بجريرة ممارسات النظام أو حتى

بممارسة بعض أبنائها . النظام زائل حتما أما الطائفة فباقية إلى الأبد كجزء هام من

جسد الشعب السوري الواحد . وإن النظام المجرم هو الخطر الأكبر الذي يتهــــدد

الطائفة العلوية ويخلق شرخا داميا واسعا بينها وبين باقي أبناء الشعب قد لا تندمل

آثاره وعواقبه لأجيال عديدة قادمة مالم يتدارك الأحرار والعقال من أبناء الطائفــــــة

هذا الأمر بأنفسهم ويحبطون مخطط النظام المجرم الذي يهدد مستقبل الطائفـــة

ومصيرها والذي لايهدف سوى لبقاءة في السلطة وإستمراره في النهب واللصوصية

وتراكم المليارات والتحصن في قصوره وقلاعه بينما يدفع بأبناء الطائفة للواجهــــة و

والمواجهة وتعريضهم لنزف الدم والموت راهنا وتعريض مستقبل الطائفة ككل لمـــا

أشد وأخطر مستقبلا .



في 12/8/2011 عقيل هاشم