Monday, 10 October 2011

اللاءات الثـــلاث

The Syrian Revolution 2011 الثورة السورية ضد ب...Image by via Flickr


          في أعقاب المقابلة التي أجريت معي على شاشة الفضائية العربية يوم 6/10 ، تلقيت العــديــد من الإتصالات ، عبر الهاتف والإنترنت وعلى صفحات الشبكة الإجتماعيـــة ، تطالبني بالمزيـد مــن الشرح والتوضيح في موضوع الشعارات التي ترفعها المعارضة السورية ، داخـل وخارج الوطـن ، والمتمثلة بثالوث : لا للعنف ، لا للطائفيـة ، ولا للتدخـل الدولي . ولعــل الكثير من المشاهـدين قــــــد شعروا ، مثلي تماما ، بأن وقت البرنامج المحدود لم يتح لي التعبير الكـافي عـن كل ما يلزم لإضـاءة كافة جوانب هـذا الموضوع الهام جدا . وسأحاول في هذا المقال ، وبإيجاز قــدر الإمكـان ، الإستجابة لطلبات  الإخـوة والأصدقــاء ، وتوضيـح ما غمض من جوانب ، وإستكمــال ما نقص من مضمون ، بحيث يأتي ذلـك مكملا للمقابلــة التلفزيونيـة ورديفــا لها . وهــذا سيضطرني ، بطبيعة الحـــال ، إلى تكرار بعض الأفكــار والنقاط مما يدعوني ، سلفا ، إلى إستسماح القاريء العزيزعذرا .
          وأبدأ بالقول أنه لا يجوز أن يتم ترديــد هـذه الشعارات كالببغــاوات ، والبحث فيهــا وكأنهـــا قـوانين أو مبــاديء منزلة من السماء لا تقبل المس أو التعـديل . بل يجب تناولهــا ضمن الإعتبـارات التالية :
- ربطها ومقارنتها بممارسات النظام المجرم المناقضة لها كليا في كافة المجالات .
- البحث في الخيارات والبدائل الأخرى ، في حال الإضطرار لذلك .
- دراسة كافة جوانبها وتفرعاتها ، والعــواقب السلبيـة والإيجابيـة التي يمكن أن تنتج عنهــا . وهذا ما سأقوم به فيما يلي :
أولا في سلمية الثورة ونبذ العنف : في البدء يجب توضيح الحقيقة المؤكدة بأن الأبطال المنشقون عـن جيش النظام المجرم ، والمنضوون تحت راية الجيش السوري الحر ، غيرمعنيين إطلاقا لا من قريب أو بعيد بسلمية الثورة . فصراعهم مع النظام هو صراع مسلح ضار، صراع موت أو حيـاة ، صرا ع دفاع مشروع عن النفس ، رغــم عدم التكافـؤ الهائـل ، عدديا ونوعيا ، بين الطرفين . مع التنويـه إلى أن هذه الإنشقاقات لم تبــدأ إلا بعـد مرور أكثر من أربعة أشهر على إندلاع الثورة السلمية . 
          وعلى ذلك فإن الثورة المباركة تسير في محورين متوازيين ، كل منهما يكمل الآخر : محـور الحراك الشعبي السلمي الدائر في كافة الساحات والميادين السورية ، ومحور الصراع المسلح الــذي يخوضه صناديد الجيش السوري الحر .
          وقد حافظ الشعب الأعزل ، طيلة سبعة أشهر دامية ، على سلمية الثورة . ودفع من أجـل ذلك أثمانــــا باهظة لا يمكن تصورها ، تمثلت في أكثر من خمسة آلاف شهيـد ، ومثلهـم من المفقــودين ، وأضعاف أضعافهم من المعتقلين والمصابين والمهجرين . بالمقابـل كـان رد فعل النظام المجرم على ذلك الحراك السلمي  المزيد من القتل والتدمير والإجرام .
          ثم أنه ليس من المحتم أن يستمر الحفاظ على سلمية الثورة و نبذ العنف ، عائدا لقرار الثــوار وإرادتهم إلى مالانهاية . فقد تنشأ ظروف وأوضاع قهرية ، ناتجة بطبيعة الحال عن ممارسات النظام المجرم الوحشية ، قد تدفعهم قسرا وإضطرارا للجوء إلى حمل السلاح . رغم علمهم الأكيد بأن هــذا ما يريده النظام تماما . فقدرة النفس البشرية لها حدود في الصبر والضبط والتحمل .
         وعلى ذلك ففي الوقت الذي ينبغي فيه الإستمرار على التقيد بسلمية الثورة ونبـذ العنف ، يجب الإستعداد والتحضير، منذ الآن ، بكل ما يتطلبه ذلك من إجراءات وتدابيرسرية ، لمواجهة الإحتمـــال بنشوء تلك الأوضاع الطارئة التي لا يجد فيها الثوار مفرا من حمل السلاح ، وإلا تعرضوا للفنــــــاء الكامل ، والتصفية الجسدية الشاملة .
ثانيا : في نبذ الطائفية : الشعب السوري الحر ، بتاريخه المجيد ، وبسلوكه الراهن ، يرفض الطائفيـة البغيضة رفضا قاطعا . لكن النظام المجرم يمارس كل الأساليب الطائفية منذ اليوم الأول لوجوده قبل أكثر من أربعين عاما . هنا يجب التوضيح بأن النظام ليس طائفيا بالمعنى المذهبي والعقيـدي ، لأنـــه لا يؤمن بأي مذهب أو ديـن أو عقيـدة سوى البقـاء بالسلطة ، والنهب واللصوصية . ومـن أجـــل ذلك يمارس ، دون قيد أو رادع ، كل هذا القتل والإجرام والتدمير . لكنه يستغل التمييز الطائفي والمشاعر والولاءات الطائفية ، وكل أشكال التجييش والإصطفاف الطائفي ، من أجل تحقيق أهدافه الإجرامية .
وقد نجح ، على مر السنين ، في تلوين مؤسسات الدولة الأمنية والحيوية بصبغة طائفية واضحة لكل مراقب ، كأجهزة الأمن الرئيسية ، وقوات النخبة العسكرية ( الحرس الجمهوري ، وسرايا الدفــاع ، والوحـــدات الخاصة ) وسلك الضباط في الجيش النظامي ، ووسائل الإعلام المتنوعــة ، والمناصب الحساسة في قطاع المال والإستثمار والمؤسسات الإقتصادية وغيرها .
ثالثا : في التدخل الخارجي : في الأشهر الأولى من بدايات الثـورة السلمية ، كان هنـاك شبـه توافـــق ضمني في صفـوف الناشطين والمعارضين ، سواء في الداخـل أو الخـارج ، على رفض التدخـــــــل الخارجي في شؤون الثورة . لكن تصاعد حملة القمع الدموية للنظام المجرم ، وتزايد أعداد الشهــداء والمفقودين والمعتقلين بأرقام فلكية ، ولجوء النظام إلى أساليب وحشية لم يسبق لها مثيل في مواجهة الثورة ، أجبرت الثوار على المطالبة بتدخل المجتمع الدولي . كان الشعب السوري يتعرض لحملـــة تصفية جسدية شاملة ، وجرائم قتل جماعية . ورغم الأهمية البالغة لإستمرار الحراك الشعبي السلمي في الشارع ، وكذلك للصراع المسلح الذي يخوضه أبطال الجيش السوري الحر ، كان واضحا وبينـا للجميع بأن وقف المجزرة الوحشية يتطلب تدخل المجتمع الدولي فورا . وبدون ذلك لا يمكن إنقــــاذ الشعب من مصير مأساوي .
          في البدء طالب الثوار بالحماية الدولية ، وهي بالتأكيد أول وأبسط مستويات التدخل العسكري الخارجي ، وخصصوا يوم جمعة محدد لهذا المطلب . ثم إرتفع السقف للمطالبة ، بكل وضوح وجلاء بالتدخل العسكري الدولي . ومع ذلك إستمر البعض في رفض التدخل الخارجي بشكل قاطع . وكـــان موقف معارضة الداخل الأكثر بروزا في هذا المجال ، وخاصة بعد أن إلتم شملهم ضمن ما سمي ب: " هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي " .
          هنا يجب إلقاء الضوء على بعض النقاط الجوهرية :
1- المطالبة بالتدخــل العسكـري الـدولي أصبح الآن مطلب الثــورة ، وبالتالي فإن من يدعي تمثيــلها عليه الإنصياع لمطالبها ، أو التخلي عن إدعائه الزائف بتمثيلها .
2- التدخل الخارجي يثير رعب النظام المجرم قبل أي جهة أخرى ، وترتعد فرائصه هلعا مـــن هول حدوث هذا الأمر ، وبالتالي فإن أي رفض للتدخل الدولي هو بمثابة تقديم هدية مجانية للنظام .
3- وإستطرادا ، فإن من لا يزال مصرا على ذلك ، هو إما معتوه ساذج ، أو مشبوه مرتبط بالنظـــــام المجرم .
4- إن التهويل من عواقب التدخل الخارجي وتكاليفه الباهظة ، ماديا وبشريا ، لايستند على أي أساس
    علمي وواقعي . كما إن المقارنة بالحالتين العراقية والليبية غير واردة على الإطلاق .
5- ففي العراق كان هناك غزو أجنبي ، بدون طلب الشعب العراقي ، وبذرائع وهمية تبين زيفها فيما  بعد . عدا عن إن إدارة " بوش " الغبية والمتعجرفة والهوجاء كان لهــا الدور الأكبر فيما حصـــل     من مآسي وكوارث في العراق .
6- أما في ليبيـا فالمقارنـة ، رغم الفوارق الشاسعة في الظروف عنها في سوريــة ، تصب في  جانب     تفضيل التدخل الدولي ، وليس ضده . فهاهي ليبيـا ، بعد كل ما حصل : مستقلة ولم تحتل ، موحدة     ولم تقسم ، وخيراتها عادت لصاحبها الشرعي ( الشعب الليبي ) ولم تنهب .
7-و إن أكبر ضمانة فـي أن لا يؤدي التدخل الخارجي لأيـة نتائج لا تحمد عواقبها ، هو في الإصرار على شرط عدم نزول قوات برية أجنبية على التراب السوري الغالي .
          في الختام أرجو أن يكون معلوما للجميع ، بأن سورية الحبيبة اليوم ، بسبب جرائم هذا النظام الباغي ، تواجه أخطارا ماحقة ، ومصيرا مأساويا ، ومستقبلا مظلما ، مالـم يتدخـل المجتمع الدولـــي فورا ، وبالقوة العسكرية المتفوقة ، لضرب هذا النظام المجرم ومنعه من الإستمرار في تنفيذ جريمته الوحشية ، وإقتلاعه من جذوره العفنة ، ورميه في مزبلة التاريخ .


في 10/10/2011                                              العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم                 
Enhanced by Zemanta

Friday, 7 October 2011

Brigadier General Akil Hashem interview on Al Arabiya 10-6-11

Part 1
Part 2
Part 3
A MUST WATCH: Brigadier General Akil Hashem interview on Al Arabiya. The Syrian people must be protected 10-6-11

Monday, 3 October 2011

بشـــائر النصــر

بشـــائر النصــر 
          يشعر الكثيرون من الناشطين في الثورة السورية ، مؤخرا ، بشيء من الإحباط والتشاؤم ، وينتابهم القلق       على مصير الثورة . وقـد يكون لديهم كل الحق في ذلك ، فظواهر الأمور – حتى الآن – لا تـدل على قرب رؤية الضوء في نهاية النفق . للأسباب التالية :                                                               
- إستمرار وتصاعد حملة القمع الوحشية التي ينفذها النظام المجرم بحق الشعب الأعزل .                    
- إزدياد كم الإعتقالات في صفوف الناشطين وقيادات التنسيقيات والمعارضين بشكل هائل ومؤثر .         
- العجز المتواصل لمجلس الأمن عن إتخاذ أي قرار يدين النظام ، بوجود المعارضة الروسية المشبوهة .  
- الصمت العربي والإقليمي تجاه ما يحدث في سورية ، والإكتفاء ببيانات شجب مخففة اللهجة .              
- قصور المجتمع الدولي عن أي فعل جدي ، والإكتفاء بعقوبات إقتصادية وإدانات لم يُلحظ لها أي تأثيـــر    جوهري حتى الآن .          
         لكنني لا أعتقد بأن الصورة على هذا الشكل من القتامة والسوداوية . فظواهر الأمور لا تعكس  كل جوانب الحقيقة عادة ، وهناك الكثير من العوامل الجزئية ، الداخلية والخارجية ، التي تتراكم كـل يــوم ممـا سيؤدي في النهاية ، إلى إحداث تغيير جذري في الموقف ، وقلب الأمور رأسا على عقب ، وزوال النظـــام المجرم ، وإنتصار ثورة الشعب في مستقبل قريب إن شاء الله . يدعوني إلى هذا التفاؤل ما يلي :
أولا : إكتساب الثورة والثوار خبرات عظيمة في التنظيم والتنسيق والقيادة والإتصالات  خلال سبعة الأشهر الماضية من عمر الثورة . صحيح أن هذا الإكتساب تـم بتكالف باهظة من الأرواح والدماء وفقدان الحرية ، لكن قيمة تلك الخبرات العملية والمعنوية لا تقدر بثمن ، وستؤتي أكلها في القريب العاجل بالتأكيد .
ثانيا : إن أبناء جيلين كاملين من الشعب السوري ( بين العشرين والأربعين عاما  ) قـد ولـدوا في ظـل هــذا النظــام الديكتاتوري المجـرم ، ولــم يسبق لهـم أن سمعـوا في حيـاتهم بمصطلحــات مثل : " ديمقراطيــة ، تعددية ، دولة مدنية ، .....إلخ " ولـم يعرفوا من نشاطات الشارع سوى المسيرات المعلبة لتــأييد النظـــام ، والهتاف للرئيس القائد ، ورفع صوره في كل مكان . جيلين كاملين عاشا على الخوف والكبت وكم الأفـواه . الآن هؤلاء الشباب يمثلون 80 بالمئة من قوام هذه الثورة المباركة ووقودها . وقد كسروا حاجز الخوف إلى الأبد ، وهذا تبدل جوهري لا حدود لقيمته ، وستكون له منعكسات إيجابية مستقبلية لا مثيل لها .
ثالثا : صحيح أن الإعتقالات الجائرة قد طالت الآلاف من ناشطي الثورة ومنظميها وقياداتها . لكن طبيعــــة الثورات – كما تعلمنا حقائق التاريخ – أنها قادرة على إنبات البدائل الكفـؤة ، فورا ، من أنساقها الثانية لكي تحافظ على الإستمرارية والتوهج .
رابعا : تزايد الإنشقاقات في صفوف جيش النظام ، والإنضمام إلى الجيش السوري الحر بأعداد ملحوظــة . وربما يبدو ، من المراقبة الظاهرية ، أن لا تكون هذه الإنشقاقات ، من حيث الكم ، حاسمة في تبديل ميزان القوى . لكن تراكماتهــا على المدى المنظور ، وفقـا لقوانين الديـالكتيـك ، ستؤدي إلى إحــداث تغيير نوعي جوهري .عـدا عن إن الروح المعنويـة العاليـة التي يتمتـع بها أبطـال الجيش السوري الحـر تفـوق بأضعـاف  مضاعفة  مثيلتها لدى مرتزقة جيش النظام ، وهذا عامل هام يلعب دورا جوهريا في أي ثورة وصراع .
خامسا : تصاعد الضغـوط الدوليـة على النظـام ، وتغير خطاب الحكومـات المؤيـدة لـه ، ولو بشكل طفيف ، وبـدء التأثير الفعلي للعقـوبات الإقتصاديـة ، مما يهدد النظـام في أحدى مرتكزاته الرئيسية القائمـة على مبـدأ " تحالف السلطة والثروة " بإنفكاك طبقة رجال المال عنه . وتزايد إحتمالات التدخل الدولي أوالإقليمي ، من مستوى ما ، لوقف المجزرة .
سادسا : تزايـد التذمر في أوساط الحكماء من وجهاء وأبناء الطائفة العلوية الكريمة ، من السلوك  الإجرامي القمعي للنظام في مواجهة غالبية الشعب السوري . والإستغلال الدنيء للولاءات والمشاعر الطائفية .وتنامي الوعي لديهم بأن النظام يخلق ، برعونة وإستهتار ، فجوة بين طائفتهم وباقي مكونات الشعب السوري ، قــد لا تندمل آثارها لأجيال قادمة . وإدراكهم بأن النظام يزج بأبنائهم في مخاطر مميتة خدمة لمصالحه الذاتية . وإنه بذلك يعرض مصير ووجود الطائفة للخطر ، بدلا من إستماتته الزائفة في الإدعاء ومحاولة الإقناع بأن هذا المصير والوجود مرهونان ببقاء النظام وإستمراره .
سابعا : تنامي  الإحتمال بإحتدام الخلافات في قمة هرم السلطة ،وفي أوساط القيادات العليا للجيش والأجهزة الأمنية . وليس هذا بغريب عن التاريخ الأسود لهذا النظام الفاشي . والكل يتذكر الصراع الضاري بين رأس النظام وشقيقه السفاح " رفعت " في ثما نينات القرن الماضي .
          ومن المؤكد أن كل هذه الظواهر المبشرة بالنصر لم تكن لتتحقق لولا العامل الحيوي الأكثر أهميـة  والمحرك لكـل ما عداه ، المتمثل بإستمرار الثورة وصمودها وإزدياد توهجها في مواجهـة أفظع آلــة قمـــع وحشية بربرية في العصر الحديث ، مقدمة أعلى التضحيات  ، وأروع الأمثلـة في النضال والوطنيـة ، دون خوف أو تردد أو نكوص .
        إن حتمية التاريخ تعزز القناعة بأن الثورة السورية المباركة ستنتصر في النهاية ، مهما تغول النظام في إجرامه ، وأن سورية لن تعود إلى أوضاع ما قبل الثورة ولو إنطبقت السماء على الأرض ، وأن بشائر النصر تلوح في الآفاق القريبة ، بعون الله وسواعد الثوار الأبطال .

في 3/10/ 2011                                         العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم 

نداء إلى القادة والضباط في الجيش العربي السوري

نداء إلى القادة والضباط في الجيش العربي السوري
 
           هل يعقــل أن يتحــول الجيش السوري ، بتاريخه المضيء وماضيه المشرف ، إلى آلة قتــل وحشية موجهـــة إلى  صدور أخوتكم ومواطنيكم من أبناء الشعب السوري الأعزل ؟
           أهذه هي المهمة السامية التي من أجلها تطوعتم في السلك العسكري ، وفي سبيلهـا نذرتـم أنفسكم وأرواحكم ؟ هل يعقل أن يتحول حمــاة الديــار ونسور الوطــن إلى وحــوش ضاريـة تزرع المـوت والخراب في كل أرجاء سوريـة ، وتحصد أرواح الأطفـال والنسـاء
   والشيوخ في كل مكان .
          أيها الأحرار الشرفاء من قادة وضباط الجيش الآخرين . هل خطر في بالكـــــم أن تسألوا أنفسكم لماذا صمتت بنادقكم ومدافعكم طيلة سبع وثلاثون عاما في جبهة الجولان  لم تطلق فيها رصاصة واحدة ضد العدو الإسرائيلي ، بينما هي اليوم تلعلع وتدوي في كــــــل أنحـــــــاء الوطن الذي أقسمتم بشرفكم على حمايته شعبا وأرضا وسماء ؟
         هذه الجريمة -  المجزرة التي ترتكب اليـوم بحق الشعب السوري الأعـزل يجـب أن تتوقف حالا وفورا . وأنتم أيها القادة والضباط الشرفاء ، الجهة الوحيدة القـادرة على تجنيب سورية أهوال حرب أهلية طائفية مدمرة تحصد الأخضر واليابس ، ولا تبقي ولا تذر .
         إن أرواح مئات الآلاف من السوريين أمانة في أعناقكم ، ووجـود ومصير ومستقبـل الوطن يتوقف على تصرفكم . إنقلبوا على رؤسائكم وقادتكم ، أرفضوا أوامر القتل والتدمير والإجرام ، إنشقوا عن جبش السلطة الباغية ، وإنضموا إلى جيش الشعب الحر.
        ألاتعلمون أنكم لا تخدمون الوطن والشعب ؟ وأنكم تعرضون أنفسكم للهــلاك خدمــة  لعائلـة فاسـدة متوارث فيهـــا الإجرام واللصوصية إبنا عـن أب . عائــلة أزهق فيها الأب السفاح وشقيقه أرواح أكثر من مائة ألف مواطن ، وهـا هـو الإبن وشقيقـه يكمـلان مسيـرة  الإجرام . عائلة نهبت موارد سوريــة  طيلة أكثر من أربعة عقود من السنوات ، وراكمــت عشرات المليارات من الدولارات في خزائنها وإستثماراتها ، في الوقت الذي يعيش فيه 40 بالمائة من أبناء الشعب السوري تحت خط الفقر .
         أيها الشرفاء الأحرارمن ضباط الجيش السوري هبوا وإنتفضوا وإخلعوا عنكم رداء الذل والخنوع والإستكانة ، وثوروا على العائلة المجرمة قبل فوات الأوان ، وإنضموا إلى   ثورة الشعب الباسل ، وإصرخوا بأعلى صوتكم : الجيش والشعب يد واحدة . والنصر لكـم  ولنا بإذن الله الموفق .
 
 في3/10/2011                                      العميد الركن المتقاعد عقيل هاشم   

APPEL AUX COMMANDANTS ET HAUTS OFFICIERS DE L’ARMEE SYRIENNE

APPEL  AUX COMMANDANTS  ET  HAUTS OFFICIERS DE  L’ARMEE SYRIENNE



Est-il pensable, que l’armée syrienne, avec son histoire et son passé glorieux, puisse s’être transformée en une machine de mort monstrueuse qui se donne pour cibles vos frères et concitoyens, les enfants du peuple syrien sans défense ? Est-ce là la noble mission pour laquelle vous vous êtes engagés dans la carrière militaire et à laquelle vous vous êtes consacrés corps et âmes ?

Est il pensable que les protecteurs de la Syrie, vous les fameux «aigles de la nation», se transforment en bêtes féroces qui sèment la mort et la dévastation dans chaque région du pays, qui fauchent la vie des enfants, des femmes et des vieillards dans les villes et les villages ?

Et vous tous commandants et officiers, avez-vous songé à vous demander pourquoi vos fusils et vos canons se sont tus durant trente-sept ans sur le front du Golan ? Aucune balle n’a été tirée contre l’ennemi, alors qu’aujourd’hui elles se fracassent et retentissent à travers toute la patrie, celle-là même que vous avez juré solennellement de protéger entièrement, «peuple, terre et ciel» selon les termes de votre serment. L’épouvantable carnage commis depuis mars contre le peuple syrien sans défense doit impérativement cesser. Immédiatement.

Vous, commandants et officiers, vous avez le pouvoir d’éviter à la Syrie de sombrer dans les affres d’une guerre civile destructrice. C’est à vous d’empêcher que notre pays récolte «des moissons vertes et pas mûres», comme l’on dit chez nous, c’est à vous d’empêcher qu’il se disloque et disparaisse, qu’il se transforme en poussière où rien ne poussera plus. C’est parce que la vie de centaines de milliers de syriens vous est confiée, et parce que l’existence et le destin du pays dépendent de vous, que vous devez maintenant agir.

Ignorez-vous qu’en ce moment vous n’êtes pas au service de la nation et du peuple mais d’une famille qui de père en fils transmet crime, banditisme et corruption ? Une famille dont Hafez, le père ce bourreau, et son frère ont fait rendre l’âme à des centaines de milliers de citoyens ? Et voilà que le fils et son frère continuent cette tragédie sanguinaire. Cette famille a pillé les ressources syriennes durant plus de quarante années. Elle a amassé des dizaines de milliards de dollars dans ses caisses alors que 40 % du peuple syrien vivaient sous le seuil de pauvreté.

Oh nobles officiers de l’armée syrienne dont l’esprit a conservé une part de liberté, indignez-vous donc, soulevez-vous, ôtez l’uniforme de l’abjection et de la servilité, révoltez-vous contre la famille d’assassins avant qu’il ne soit trop tard ! Retournez la situation : refusez les ordres illégaux de tueries et de destruction ! Renversez vos supérieurs ! Désertez l’armée au service d’un pouvoir tyrannique, ralliez vous à l’armée du peuple libre ! Rejoignez la révolution déclenchée par notre courageuse jeunesse, criez de toutes vos forces «l’armée et le peuple main dans la main !»
La victoire sera alors à nous et à vous, inch Allah ! 


Le 25/09/2011

                                                            Akil Hachem, Général retraité des armées. 

Sunday, 2 October 2011

LE CLANISME CONFESSIONNEL DU REGIME SYRIEN

LE CLANISME CONFESSIONNEL DU REGIME SYRIEN


Le régime criminel a exploité d’une façon planifiée, méthodique, continuelle à travers quatre décennies le facteur confessionnel comme pilier fondamental dans sa politique d’établir le pouvoir et la domination, en plus de quelques autres facteurs comme le terrorisme des services secrets, la corruption organisée, l’information manipulée, et les autres méthodes qu’utilisent les régimes dictatoriaux et totalitaires.

Ici, il faut dire clairement que le régime n’est pas confessionnel dans le sens idéologique ou religieux, il exploite d’une façon vile les sentiments et les appartenances confessionnelles d’une catégorie donnée des constituants essentiels du peuple syrien, les alaouites.
Contrairement à ce qui se passe en Iran, par exemple, où le régime  est confessionnel par essence, et dont le fondement est l’autorité du juriste et la foi dans la doctrine chiite, en Syrie les hommes du régime n’ont aucun rapport doctrinaire avec la doctrine alaouite ni avec quelque religion que ce soit. Ils n'ont foi qu'en la répression, la corruption, le pillage et la brutalité.

Dès que Hafez, le père criminel d'Assad, a mis la main sur le pouvoir en Syrie en 1970, il a exploité d’une façon planifiée le confessionnalisme à travers les moyens suivants :

                       Faire croire aux alaouites que leur destin était lié à celui du régime et que l’effondrement de ce dernier signifiait leur disparition. Le régime a exploité les orientations (confessionnelles) erronées des Frères musulmans lorsqu’ils ont affronté le pouvoir avec les armes à la fin des années 70, et surtout leurs assassinats aveugles sur la base des identités confessionnelles pour consolider le rapport de destinée entre le régime et la constitution.
                       Consacrer la structure (et ségrégation) confessionnelle dans les services secrets,  la sécurité et les unités d’élites des forces armées comme  Saraya el Difah (Les Brigades de Défense devenues maintenant la 4ème division), la garde républicaine et les forces spéciales, alors qu’il était difficile d’appliquer ce même processus sur la totalité des forces armées où le service obligatoire est le réservoir essentiel de l’armée et que ce service obligatoire reflète la situation effective des divers constituants du peuple syrien.
C’est pour cela qu’ils ont concentré leurs efforts sur les officiers volontaires qui sont passés par les écoles militaires.
                       Le même processus de recrutement sélectif a été appliqué aussi dans d’autres domaines comme ceux de l’information, des entreprises économiques mais aussi relations diplomatiques, de l’enseignement supérieur…
                       Pour s’assurer la loyauté de la communauté alaouite, des postes, des privilèges ont été déversés sans compter aux alaouites comme l’administration des sociétés du secteur public, les entreprises gouvernementales, les mairies, les municipalités, les banques et autres organismes, tout en fermant les yeux sur la corruption morale et financière. Les privilèges donnés sur une base confessionnelle sont apparus clairement dans les missions et délégations scientifiques, les traitements médicaux à l’étranger et les postes administratifs.

Malgré toutes ces pratiques de discrimination confessionnelle permanente et à grande échelle durant quatre décennies - que tout le monde connait en Syrie, même les enfants - le fait d’y faire allusion, sans même parler de le critiquer, expose celui qui parle au danger d’emprisonnement, voire pire.

Sans doute un grand nombre de ceux qui ont profité de cette discrimination sont allés très loin dans ces orientations erronées et dans le sentiment de leur supériorité innée, de leur distinction, ainsi que dans l'utilisation de leurs privilèges face aux autres catégories du peuple syrien.
Mais dans leur majorité les gens de cette communauté ne sont que de pauvres paysans qui vivent dans leurs villages montagnards privés des services essentiels, semblables en cela à tous les villages et bourgs de Syrie. Les révolutionnaires de Syrie, en distinguant clairement d'une part l'instrumentalisation par le régime des pratiques confessionnelles, et d'autre part la majorité des gens constituant la respectable communauté alaouite, ont condamné dès le premier jour et continuent à condamner le confessionnalisme. Ils insistent sur le fait que le peuple syrien est "un, un, un".
Il n’est pas acceptable, en effet, qu'une communauté dans sa totalité soit condamnée, accusée des méfaits des pratiques du régime ou de quelques-uns de ses fils.

Le régime s’effondrera mais la confession alaouite reste pour toujours une composante importante du peuple syrien uni. C’est le régime criminel qui est le plus grand danger menaçant la confession alaouite ; c'est lui qui crée un fossé sanglant et vaste entre celle-ci et le reste du peuple syrien, clivage dont les conséquences et les blessures ne pourront se cicatriser qu’à travers les générations futures. A moins que des hommes libres et de raison parmi les alaouites prennent sur eux-mêmes et à bras le corps cette question et fassent échec au plan criminel qui menace l’avenir et la destinée de leur confession ; il leur revient de montrer que leur confession n'est pas faite que de privilégiés ne cherchant qu’à rester au pouvoir, à continuer le pillage, les vols et l’accumulation des milliards, se mettant à l’abri dans ses palais tout en poussant les autres gens de confession alaouite à la confrontation, les exposant ainsi à l’hémorragie et à la mort dans le temps présent et surtout dans l’avenir.

Brigadier General Akil Hashem